ناسا تعلن عن تأجيلات جديدة في برنامج أرتميس لإعادة البشر إلى القمر أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” عن تأجيلات جديدة في برنامج “أرتميس” المخصص لإعادة البشر إلى سطح القمر،
وهو مشروع استراتيجي يمثل جزءًا من رؤية طويلة الأمد للوكالة لتحقيق استكشافات فضائية أكثر تعقيدًا، بما في ذلك إرسال بعثات إلى كوكب المريخ. تأجيلات جديدة هذا العام أثارت تساؤلات حول الجدول الزمني المخطط له لهذا المشروع التاريخي، وتسبب في خيبة أمل لبعض المهتمين بهذا المجال، سواء من داخل الوكالة أو من الجمهور المتابع ناسا تعلن عن تأجيلات جديدة في برنامج أرتميس لإعادة البشر إلى القمر.
تفاصيل التأجيلات الجديدة:
- مواعيد الإطلاق المعدلة: كان من المخطط أن تنطلق أولى بعثات برنامج “أرتميس” المأهولة في عام 2024، على أن يتبعها الإطلاق الأول للرواد إلى سطح القمر في عام 2025. إلا أن “ناسا” أعلنت مؤخراً أنها ستؤجل تلك المواعيد لأسباب تتعلق بالجوانب الفنية والمالية. ووفقًا للتقارير، من المتوقع أن يتأخر إطلاق المهمة المأهولة حتى عام 2026 على الأقل، مع احتمال تأجيلات أخرى على المدى القريب
- . ويعتبر هذا التأجيل جزءًا من سلسلة من التحديات التي واجهها برنامج “أرتميس”، بما في ذلك المشكلات المتعلقة بالصواريخ الثقيلة وبنيات الإطلاق.
- مشكلات في المركبة “Space Launch System” (SLS): تعد مركبة “Space Launch System” (SLS) التي صُممت خصيصًا للبرنامج، من العوامل الرئيسية التي تسببت في التأجيلات. ورغم أن هذه المركبة تُعتبر واحدة من أضخم وأقوى الصواريخ التي يتم تطويرها في التاريخ، إلا أن اختباراتها التقنية المستمرة أظهرت بعض الثغرات والتحديات التي تتطلب وقتًا إضافيًا للإصلاحات والتحديثات
- . من بين تلك التحديات كانت متعلقة بالأنظمة الحرارية والصواريخ، فضلاً عن المشكلات التي تم اكتشافها في الأنظمة الخاصة بإدارة الوقود والتقنيات الحديثة.
- التحديات التقنية الأخرى: إلى جانب المشاكل المتعلقة بالصواريخ، واجه برنامج “أرتميس” تحديات تتعلق بتطوير المركبات المأهولة التي ستنقل رواد الفضاء إلى القمر. ويشمل ذلك المركبة “Orion” التي يواجه مصمموها مشكلات في تعظيم القدرة على تحمل الظروف القاسية في الفضاء. إضافة إلى ذلك، تم تأجيل اختبار بعض الأنظمة التي يتطلب إتمامها بشكل كامل ضمان نجاح المهمة.
أسباب التأجيل:
- التحديات الفنية: تواجه “ناسا” العديد من التحديات الفنية التي أدت إلى تأجيل البرنامج، بما في ذلك صعوبة في اختبار بعض الأنظمة الأساسية وتطوير التكنولوجيا التي تعتمد عليها البعثات.
- وعلى الرغم من أن بعض هذه التقنيات جديدة تمامًا، فإن تحقيق مستوى من الاستقرار والكفاءة المطلوبين يشكل تحديًا ضخمًا.
- المشاكل المالية: من العوامل التي ساهمت في التأجيلات أيضًا هي المشكلات المتعلقة بالتمويل. إذ إن برنامج “أرتميس” يعاني من تجاوزات في الميزانية، ويحتاج إلى استثمارات إضافية لتغطية التكاليف غير المتوقعة. وبالرغم من التخصيصات الكبيرة التي حصل عليها البرنامج من الحكومة الأمريكية، إلا أن الضغط المالي قد أثقل كاهل الجدول الزمني.
- أولويات أخرى: إضافة إلى العوائق الفنية والمالية، فإن وكالة ناسا كانت قد ركزت على مشاريع أخرى تتعلق بالاستكشافات الفضائية، مثل تطوير محطة الفضاء “Gateway” التي ستدعم البعثات المستقبلية إلى القمر والمريخ. وقد ساهم ذلك في تباطؤ تقدم برنامج “أرتميس”، حيث كان من الضروري توزيع الموارد البشرية والمالية على مختلف المشروعات الفضائية الأخرى.
تأثير التأجيلات على الخطط المستقبلية:
الإبلاغ عن أول حالة إصابة بشرية بإنفلونزا الطيور بدون التعرض لحيوان مريض في الولايات المتحدة
- التأثير على بعثات الفضاء المستقبلية: قد تؤثر هذه التأجيلات على الخطط المستقبلية التي تتعلق بإرسال رواد الفضاء إلى المريخ في إطار برنامج “أرتميس” والذي كان يُتوقع أن يفتح الطريق لهذه المهمة في العقد المقبل. تأجيل برنامج “أرتميس” قد يؤخر أيضًا تطور البنية التحتية الفضائية التي تحتاجها الوكالة في مهماتها المستقبلية، مما يفرض تحديات إضافية على استراتيجيات الاستكشاف الفضائي.
- القلق الدولي: مع تأجيل برنامج “أرتميس”، يشعر العديد من الخبراء والمراقبين الدوليين بقلق من أن الولايات المتحدة قد تتأخر في تنفيذ خططها الطموحة لاستعادة الريادة في استكشاف الفضاء، خاصة في ظل التنافس المستمر مع الصين وروسيا في هذا المجال. الصين على وجه الخصوص كانت قد بدأت في تطوير برنامجيها الفضائيين بشكل سريع، مما يزيد من الضغط على الولايات المتحدة لإكمال برنامج “أرتميس” بنجاح.
- التأثير على التعاون الدولي: من جانب آخر، كان من المخطط أن يشهد برنامج “أرتميس” مشاركة العديد من الدول في إطار التعاون الدولي، حيث سيتم استخدام محطة “Gateway” كمحطة انطلاق إلى القمر والمريخ. التأجيلات قد تؤثر على هذه الشراكات وتدفع بعض الدول إلى إعادة تقييم مشاركتها في هذه المشاريع الفضائية الضخمة.
مستقبل برنامج “أرتميس”:
- إعادة تقييم الجدول الزمني: مع التأجيلات الحالية، تعمل “ناسا” على إعادة تقييم الجدول الزمني لبرنامج “أرتميس” بشكل مستمر. وفي حين أن الخطط طويلة المدى تظل على الورق، من المتوقع أن تقوم الوكالة بتحديد مواعيد جديدة لإطلاق المركبة المأهولة إلى القمر والتي قد تكون في عام 2026 أو ما بعده.
- الاستثمار في تكنولوجيا الفضاء: على الرغم من التأجيلات، يؤكد مسؤولو “ناسا” أن استثمار الوكالة في التكنولوجيا الجديدة سيظل أولوية، وأن الهدف النهائي هو إرسال البشر إلى القمر وبناء مستوطنات فضائية دائمة. ووفقًا للمسؤولين في “ناسا”، فإن التأجيلات هي جزء من العملية الطبيعية لتطوير تقنيات فضائية متطورة لضمان سلامة رواد الفضاء.
برنامج “أرتميس” يظل أحد أهم المشاريع الفضائية في تاريخ البشرية، والهدف النهائي من خلاله ليس مجرد العودة إلى القمر، بل تأسيس قاعدة انطلاق للبشرية لاستكشاف المريخ والفضاء العميق. ورغم التأجيلات المستمرة التي تواجه البرنامج، تؤكد “ناسا” أن هذه الخطوات ليست سوى تحديات مرحلية وستؤدي في النهاية إلى نجاح البرنامج وتحقيق أهدافه الكبرى في المستقبل.