سويس ري خسائر اقتصادية تقدر بـ310 مليارات دولار نتيجة الكوارث الطبيعية هذا العام أعلنت شركة “سويس ري” لإعادة التأمين في تقريرها السنوي عن تقدير خسائر اقتصادية ضخمة ناتجة عن الكوارث الطبيعية، حيث بلغت الخسائر نحو 310 مليارات دولار أمريكي في عام 2024. هذا الرقم يعكس تأثيرات غير مسبوقة للكوارث الطبيعية من زلازل، فيضانات، حرائق غابات، عواصف، وأعاصير على الاقتصادات العالمية. يعد هذا التقرير بمثابة تحذير من التأثيرات المتزايدة لتغير المناخ على الاستقرار الاقتصادي العالمي، ويكشف عن حجم الأضرار التي تلحق بالبنى التحتية والموارد الطبيعية. في هذا التقرير، نسلط الضوء على تفاصيل هذه الكوارث وآثارها، والجهود المبذولة للتخفيف من الأضرار المستقبليةسويس ري خسائر اقتصادية تقدر بـ310 مليارات دولار نتيجة الكوارث الطبيعية هذا العام .
تفاصيل الخسائر الاقتصادية:
- توزيع الخسائر بحسب النوع: وفقًا لتقرير “سويس ري”، جاءت الأعاصير والعواصف في مقدمة الكوارث الطبيعية التي تسببت في أكبر الخسائر الاقتصادية، حيث قدرت الخسائر الناتجة عن هذه الكوارث بحوالي 120 مليار دولار أمريكي. تليها الفيضانات التي تسببت في خسائر تجاوزت 80 مليار دولار، بينما بلغ إجمالي الخسائر الناتجة عن الحرائق والفيضانات البرية نحو 40 مليار دولار. وتراجعت الخسائر الناتجة عن الزلازل إلى نحو 25 مليار دولار، لكن تأثيرها ظل ملحوظًا، خاصة في مناطق معينة مثل تركيا والمكسيك سويس ري خسائر اقتصادية تقدر بـ310 مليارات دولار نتيجة الكوارث الطبيعية هذا العام.
- ارتفاع التكاليف مقارنة بالسنوات السابقة: هذا العام، شهدت الكوارث الطبيعية زيادة كبيرة في حجم الخسائر الاقتصادية مقارنة بالسنوات السابقة. وفي الوقت الذي سجل فيه العام 2023 خسائر اقتصادية بنحو 280 مليار دولار، فإن الرقم الجديد لعام 2024 يمثل زيادة تقدر بحوالي 10-15%، ما يعكس تصاعد شدة الكوارث الطبيعية في السنوات الأخيرة.
تأثيرات تغير المناخ:
- زيادة تواتر وشدة الكوارث: يشير الخبراء إلى أن تغير المناخ يمثل العامل الرئيسي وراء زيادة تواتر الكوارث الطبيعية وشدتها في السنوات الأخيرة. حيث تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى زيادة في كثافة العواصف والفيضانات، بينما يساهم الذوبان السريع للثلوج والجليد في تضخم الفيضانات وتغيير الأنماط الجوية بشكل عام. وفقًا للتقرير، يساهم الاحترار العالمي في تقلبات المناخ التي تشهدها مناطق متعددة من العالم.
- تأثير الكوارث على المناطق الأكثر هشاشة: كانت البلدان الأكثر عرضة للكوارث الطبيعية هي تلك التي تعاني من بنى تحتية ضعيفة وموارد محدودة. فقد كانت بعض الدول في جنوب شرق آسيا، ومنطقة البحر الكاريبي، وأجزاء من أفريقيا، أكثر تأثرًا بالأضرار الناجمة عن الكوارث الطبيعية، ما يزيد من تعقيد وضعها الاقتصادي والاجتماعي. علاوة على ذلك، تعتبر المناطق الساحلية، التي تشهد تزايدًا في الأعاصير، الأكثر عرضة للخطر في ظل التحولات المناخية.
غدا عطلة بمناسبة الاسراء والمعراج .. ماهي الدول التي تمنح الاجازة في هذا اليوم
القطاع الاقتصادي المتأثر:
- الخسائر في قطاع التأمين: القطاع التأميني يعاني أيضًا من تأثيرات هذه الكوارث الطبيعية، حيث تزداد المطالبات التأمينية بشكل كبير. تشير تقديرات “سويس ري” إلى أن شركات التأمين قد دفعت حوالي 120 مليار دولار أمريكي في تعويضات للمتضررين من الكوارث الطبيعية هذا العام، وهو ما يشكل ضغطًا كبيرًا على موازنات هذه الشركات. وتعتبر هذه الأرقام الأعلى في تاريخ القطاع، مما يثير قلق الشركات من زيادة أسعار التأمينات في المستقبل.
- الأضرار الاقتصادية الشاملة: الكوارث الطبيعية لا تؤثر فقط على بنية الاقتصاد المحلي، بل على الاقتصاد العالمي ككل. فهي تؤدي إلى تعطيل سلاسل الإمداد العالمية، خاصة في قطاعات مثل التصنيع والزراعة. كذلك، تسبب الكوارث الطبيعية في هبوط قيمة العقارات وزيادة تكاليف الإصلاحات والإعمار في المناطق المتضررة، مما يؤثر على الإنتاجية والنمو الاقتصادي.
جهود التخفيف والتكيف مع الكوارث:
- تطوير أنظمة الإنذار المبكر: من بين الجهود المبذولة لتخفيف الأضرار الناجمة عن الكوارث الطبيعية هي تعزيز أنظمة الإنذار المبكر. حيث يساهم التحليل البيئي والتقنيات الحديثة في تقديم تنبؤات دقيقة بالكوارث المحتملة، مما يسمح للدول باتخاذ تدابير وقائية قبل وقوع الكارثة. ومع ذلك، فإن مثل هذه الأنظمة لا تزال غير فعّالة بما يكفي في بعض البلدان النامية.
- استراتيجيات التكيف مع تغير المناخ: تطالب العديد من الحكومات والمنظمات الدولية بتطوير استراتيجيات مرنة للتكيف مع تغير المناخ، مثل تعزيز البنية التحتية لمواجهة العواصف الشديدة أو الفيضانات. وتشمل هذه الاستراتيجيات تحسين الطرق والسدود، بالإضافة إلى تعزيز التدابير الزراعية لمقاومة الجفاف. وتعمل المؤسسات الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي على تقديم الدعم المالي للدول التي تحتاج إلى تنفيذ هذه الاستراتيجيات.
- تشجيع الاستثمار في الطاقة المتجددة: يتزايد الاهتمام العالمي بالتحول إلى مصادر الطاقة المتجددة لتقليل انبعاثات الكربون والتخفيف من آثار تغير المناخ. من خلال الاستثمار في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، يمكن تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وبالتالي المساهمة في الحد من تأثيرات الاحتباس الحراري الذي يعزز الكوارث الطبيعية.
الكوارث الطبيعية في عام 2024 ألقت بظلالها على الاقتصاد العالمي، حيث تسببت في خسائر ضخمة تقدر بـ310 مليارات دولار أمريكي. وتستمر هذه الكوارث في إظهار الحاجة الملحة للاستجابة الفعالة لتغير المناخ من خلال تنفيذ استراتيجيات مرنة لتحسين القدرة على التكيف وتقليل المخاطر المستقبلية. في ضوء هذه الأرقام، تصبح الحاجة إلى تعزيز التعاون الدولي والتخطيط طويل الأمد أكثر أهمية من أي وقت مضى، خاصة في ظل استمرار تأثيرات تغير المناخ على كوكبنا.