حرائق جنوب كاليفورنيا: دمار واسع وارتفاع عدد القتلى إلى 11 شخصًا

حرائق جنوب كاليفورنيا: دمار واسع وارتفاع عدد القتلى إلى 11 شخصًا
مع استمرار حرائق الغابات في اجتياح مناطق واسعة من جنوب كاليفورنيا، ارتفع عدد القتلى إلى 11 شخصًا، بينما يعكف المسؤولون في خدمات الإطفاء على تقييم الأضرار والتحقيق في أسباب اندلاع النيران. وفي خضم هذه الكارثة، يبرز سؤال رئيسي: هل كان بالإمكان تقليل حجم الدمار، أم أن هذه هي النتيجة الحتمية في عصر التغير المناخي والكوارث الطبيعية المتزايدة؟
وفقًا لخبراء تحدثوا فإنه حتى مع تشغيل شبكات المياه بكامل طاقتها، لم يكن من الممكن إخماد الحرائق التي اندلعت هذا الأسبوع، خاصة مع تعذر استخدام الطائرات والمروحيات بسبب الرياح العاتية التي وصلت سرعتها إلى 100 ميل في الساعة.
وأشارت مراجعة للتقارير الحكومية ومقابلات مع أكثر من عشرة خبراء إلى أن الإجابة تكمن في مزيج من العوامل. وقال غريغ بيرس، خبير الموارد المائية في جامعة كاليفورنيا: “لا أعتقد أن هناك أي نظام مياه في العالم مجهز لمواجهة مثل هذه الأحداث.”
ومع ذلك، أشار الخبراء إلى أن تشغيل شبكات المياه بكامل طاقتها كان من الممكن أن يساعد في تقليل الأضرار وإنقاذ بعض المنازل أو إخماد الجمر في مناطق محددة.
وصفت السلطات المحلية في لوس أنجلوس الحرائق بأنها “حدث عاصفة متكاملة”، حيث أدت الرياح الشديدة والجفاف غير المسبوق إلى تفاقم الوضع، مما جعل السيطرة على الحرائق أمرًا بالغ الصعوبة.
وأكد الخبراء أن التقاء الرياح القوية والجفاف واندلاع حرائق متتالية في نفس المنطقة جعل الدمار الواسع أمرًا لا مفر منه. ومع ذلك، أشاروا إلى أن سوء إدارة النباتات والبنية التحتية القديمة، بالإضافة إلى نقص التخطيط، ساهمت بشكل كبير في تفاقم الكارثة.
وقد اجتاحت الحرائق أكثر من 55 ميلاً مربعًا، ودمرت آلاف المباني. وفي هذا الصدد، وعدت عمدة لوس أنجلوس، كارين باس، بإجراء تحقيق شامل في الحادث، قائلة: “سنقوم بالتأكيد بإجراء تقييم دقيق لمعرفة ما الذي نجح وما لم ينجح، والعمل على تصحيح أي أخطاء أو محاسبة أي جهة أو فرد.”
من جانبهم، وصف سكان المناطق المتضررة المشهد بأنه “نهاية العالم”. وقال أورين ووترز، أحد السكان، أمام منزله المحترق في ألتادينا: “هذا أمر لا يمكن تصوره.” كما وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن الوضع خلال اجتماع في البيت الأبيض قائلاً: “المشهد أشبه بساحة حرب وعمليات قصف.”
ورغم تراجع الرياح بشكل طفيف يوم الجمعة، لا تزال الظروف خطرة بسبب الجفاف الشديد الذي يفاقم انتشار النيران. وتواجه فرق الإطفاء تحديات كبيرة وسط نقص في الموارد، بينما تستمر الحرائق الرئيسية في ماليبو وباسيفيك باليسايدز في تدمير المزيد من المنازل الفارهة، وتحويلها إلى هياكل متفحمة.
في النهاية، تظل هذه الكارثة تذكيرًا صارخًا بتأثير التغير المناخي والحاجة إلى تعزيز الاستعدادات لمواجهة الكوارث الطبيعية في المستقبل.